+967784013522
ثم حفلات الزفاف: أسبوع أو اسبوعين وبعدها الشٌَكمة .. وتليها ارتباطات اجتماعية . وغيرها من البدع الفارغة التي لا تعبر إلا عن التباهي ـ كتعويض عن عقدة نقص لدى الكثيرين ـ وأنا أنقلها إلى الخطيب (المرشح) الذي كان يهرش شعره بكلتا يديه وهو يسمعها .. ويمتقع وجهه .. ويجيب بالصمت أكثر من الكلام .. دارت الأيام من حولنا ... وإذا بي ألحظ الهم يعلو وجه الفتى، وترتسم على ملامحه علامات البؤس والشقاء، وتقل مشاركاته في القاعة، واختفت الابتسامات عن وجهه إلا نادرا مبتذلة ليتهرب من موقف مع أصدقائه .. وإذا بصوت ينبع من أعماقي قائلا: ماذا فعلت بـالفتى يا فلانة؟ كان في هم واحد فاغرقتيه في بحر من الهموم .. بدأ الفتى يطيل التفكير بحلول ليظفر بي بجدارة، ويعرضها عليّ لنبني عشنا الزوجي معا.. فكنت أنقلها للمستشارات والأهل فيجيبونني: لا تصدقي يا غبية .. لو تزوجك بسهولة سيتخلى عنك بسهولة ايضا .. لا زم يعرف قدرك وقيمتك .. وبنت من أنتِ ... إلخ وكان آخر حل خرج به أن أوقف قيده الدراسي، وسافر ليعمل في إحدى دول الجوار عن طريق التهريب ـ كونه لا يمتلك ثمن الفيزا الباهض ـ وفي الحدود طاردته دورية الحدود وحاول الهرب .. فأُطلق عليه النار وأصابته رصاصة في رجله واُخِذ ليُسجن فترة ثم يتم تسفيره إلى بلده وهو معاق .. فلا هو عمل لتوفير شروط زواج (قطر الندى) .. ولا هو أكمل دراسته وبقي محتفظا بصحته. (تلك مأساة كثير من الشباب في بلد فقير منهك كاليمن). وقررت الأسرة تزويجي من شخص مناسب لمستوانا الاقتصادي والاجتماعي .. وتقدمت إحدى أمهات الفتيان خاطبة لي لابنها المرفه .. واستجابوا لكل الشروط والحفلات .. وأتاني فارسي ـ غير النبيل ـ على ظهر سيارة صالون آخر موديل .. وزففت له عروسة إلى جناح خاص بأضخم الفنادق .. ثم شهر عسل ـ تخلله كثير من البصل ـ وعدنا إلى بيتهم الفاره المترامي الأطراف المبعثر الأشخاص، وبدأت المضايقات .. شك .. غيرة .. تحكم الأم .. صياح الأب .. ازدراء الأخوات .. وأوامر بالتوقف عن الدراسة .. إلخ. وكنت أقاوم وأناقش للدفاع عن نفسي وإثبات حقوقي .. وازدادت المشاكل والصراعات .. فامرته أمه أن يطلقني قائلة له: سأزوجك بأفضل منها .. ففعل على الفور .. وها أنا ذا عدت إلى الجامعة محطمة بائسة في محاولة يائسة لترميم الذات وما دمرته إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة. 18.11.2021