+967784013522
الإبداع جذوة لا تنطفئ، وحالة لا تعرف الخمول
الإبداع وليد معاناة، وبعدًا أصيلًا من أبعاد الشخصية الإنسانية تتم فيه ولادة الفكرة كولادة الطفل. فهو لا يأتي بسهولة، ولا تُكَف ولادته بسبب صعوبته .. وإن عدم الفوز بمسابقة ما! لا يعني أن صاحبه ليس بمبدع، أو أن إبداعه انتهى؛ فالإبداع حالة تولُّد لدى المرء .. بل يعني أن ثمة أجزاء معينة ينبغي إضافتها، وأجزاء أخرى قد تحتاج لتحسينها، وجوانب أخرى ينبغي مراعاتها عند الشروع بمشروع ليغدو أكثر جدوى وفائدة. أو أن ثمة إضافات معينة له ستسفر عن ظهوره بشكل أفضل وأوسع وهكذا دواليك ... فجذوة الإبداع لا تنطفئ بمجرد عدم القبول أو الفوز .. فبُعد الإبداع في الشخصية الإنسانية يعبر عن نفسه بعدة طرائق قد يكون أحدها ابتكار جهاز ما، أو بحث علمي رصين، أو انتهاج طريقة أداء مميزة، أو قصيدة شعرية، أو تقديم خدمة نافعة .. فمتى ما وجد الإبداع فسيعبر عن نفسه حتى في مظاهر الحياة اليومية الاعتيادية .. فالإبداع مكافأته فيه .. فهو حالة فريدة في الأداء الذهني أو العملي يلازم المرء طوال حياته في: الأفكار، والأقوال، والمشاعر، والأفعال. وليس حالة مؤقتة تنتهي بانتهاء موقف أو مرحلة مؤقتة .. وعليه فلا ينبغي أن تطغى حالة الإحباط كنتيجة لعدم قبول أو عدم توفيق على بقية جوانب الحياة فتصيب المرء باليأس والقَنوط .. فإذا تعطلت مساحة معينة في مزرعة بسبب تلوث التربة أو ما شابه فلا ينبغي ترك بقية المساحة بدون زراعة؛ فقد يكون التعويض في بقية المساحة أفضل نتيجة للاهتمام به والحرص عليه .. وهنا لنا كلمة فإن لم يفز مشروعك في هذه المرحلة فلا ينبغي أن تتوقف عن تحسينه وتطويره فقد يكون الفوز مرحلة انتهاء وركود كونك حققت هدف معين أو احرزت مكانة معينة، وتوقفت عنده منتظرا من الآخرين الإقبال عليه .. أما في حالة الإخفاق فستستثار لديك حالة التحدي وتأكيد الذات، فتعمد إلى مراجعته لاستكشاف الأخطاء أولًا، وستغير التفكير والأداء لطريقة أكثر فاعلية وإثمارًا ثانيا. فيا أيها المبدع استمر في حرث وتسميد وسقي مزرعة أفكارك لتعطيك خيرها أكثر إيناعًا ونضجًا ..